القائمة الرئيسية

الصفحات

.جميعهم كاذبون يا صديقي 

الفتاة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي " أحلا تلعة مع ختيبي ،،،  انبستنا كتيير ياربي ما تحرمني منه ...  "  كاذبة هي ، لم تعش اللحظة كما وصفت ولا جزء منها حتى ، لم ترنو إلى عينيه أصلاً ، لم تبتسم له ابتسامة العشاق اللذيذة ، كان هدفها الأكبر أن تموت زميلتها سندس من الغيرة بعد أن ترى المنشور ، أو أن تكون حديث الفتيات الشيق ، أو هل يا ترى كان ينبغي أن تضفي بعض العبارات الجاذبة الكاذبة ! ربما تفكيرها هل الخاتم قد ظهر بشكل أنيق بشكل في الصورة !
 
أولئك الأصدقاء الذين كانوا يتراسلون على المجموعة " مشتاقلكم، خططوا لطلعة نقعد ونكيف ،والله وانا مشتاق،، اه والله وانا... وانا كمان... الخ " 
استأجروا شاليه فيه مسبح وشتى أنواع الغرف ووسائل الترفيه ، لم تكن "  أجمل طشة مع احلا صحاب " كما وصفوها في المنشور الفيسبوكي ، لم يعيشوا اللحظة كما كان ينبغي، كان كل منهم على سريره الخاص في الغرفة،  أصابعه تعانق هاتفه متحدثاً مع ناسه على الفيسبوك ناسياً أن هذا يوم أصدقائه الطبيعيين لا الفيسبوكيين 

حتى سلوى كذب لسانها الفيسوكي في منشورها  " سيلفي مع اختي وحبيبتي نرمين روح قلبي الله ما يحرمنا من بعض " مع أنها قلما تحادث نرمين وتنظر اليها وتتسامر معها، المنشور لا يتعلق بنرمين أصلاً، هي فقط كانت تبدو جميلة في السيلفي للدرجة التي أجبرتها أن تنشر صورتهما على الانستغرام

وذلك الشاب الذي نشر " الله لا يحرمني منك يما ويخليلي ياكي،، يشعر بحنان الأم " دائماً يرفض طلبها في الذهاب إلى السوبرماركت وحين يزيل القمامة من البيت يتأفأف، هو لا يفكر في حنان أمه ، هو يفكر هل سماح رأت المنشور وتيقنت أنه شاب مطيع..! 

وتلك العاشقة الغريبة التي كتبت " سهرة على البحر مع أحلا بنات ، بصراحة راحت عليكم يلي ما اجيتو، حششنا ضحك،،، تستمع إلى ام كلثوم " وتعليقات زميلاتها اللاتي بجوراها : فعلا كتير انبستنا شوشو،، ربي يديم المحبة " هي لم تحشش ضحك ولا حتى هم ألقين بالا للسهرة أصلاً ، فكل منهن كانت منشغلة في السلفيات والنشر أولاً بأول وكان الهدوء الممل سيد الموقف 

حتى صديقي الذي كان يرسل لي على الماسنجر ثلاثة أسطر متتالية من الضحك، لم أكن أعلم أنه كان يضغط على حرف الهاء ليس الا، كان يرسل وهو يتثائب من الملل أصلاً 

والقادة السياسيين والدينيين أيضاً، كانوا يتألمون فيسبوكيا بكلام مخادع لما يجري في الأقصى، ينشر أحدهم " الأقصى في خطر علينا أن نكون يدا واحدة، يشعر بالغضب " ينشر المنشور وهو يداعب زوجته وأولاده ولا يعلم ماذا يجري في الأقصى ولا في القدس ولا يتابع القنوات الاخبارية 

كلهم كاذبون،  لم يعش اللحظة أيا منهم ،، كان دافعهم الأكبر "  التصنع " 
هذا الانترنت مزيف لا يعبر عما يمر به الناس ،،، قناع يخفي بعض الوجوه .. 
فاتهم الكثير وهم يرتدون قناع الزيف الانترنتي، فاتهم عيش اللحظة المناسبة في الوقت المناسب ،، فاتهم اسعاد أنفسهم 

أما أنت : اذا أتيحت لك فرصة لتعيش لحظة،  عشها لأجلك أنت لا للناس ،، ان عشت لأجلهم ستخدع نفسك لا غيرك ، لا تجعل الناس أكبر همك ،، كل دقيقة تمر محسوبة عليك،،  لا تتصنع، ابتسم وقتئذ تشاء، و ابك وقتئذ تشاء،،، 

المهم عش اللحظة دون تصنع 💚
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات